بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم

21 شوال 1446ھ 20 اپریل 2025 ء

دارالافتاء

 

بغیر اراداے کے دل میں تکبر پیدا ہونا


سوال

اگر کسی شخص کے دل میں تکبر پیدا ہو، لیکن وہ نہیں چاہتا کہ اس کے دل میں تکبر پیدا ہو، وہ بعض وقت میں اپنے جسم کو جھڑکتا بھی ہے، تو کیا یہ تکبر کے زمرے میں آتا ہے؟ 

جواب

صورتِ مسئولہ میں اگر ارادے کے بغیر دل میں تکبر پیدا ہو اور وہ فوراً اس خیال کو ختم کردے، اس پر دوام اختیار نہ کرے، تو اس صورت میں وہ گناہ گار نہیں ہوگا، اور اگر قصداً وارادۃً تکبر کے خیالات لاتا ہے اور اور اس پر مداومت بھی کرتا ہے، تو اس صورت میں وہ گناہ گار ہوگا۔

مرقاۃ المفاتیح میں ہے:

"وأما الرابع وهو العزم، والهم بالفعل، فإنه يؤاخذ به، وعليه تنزل الآيات التي دلت على مؤاخذة أعمال القلوب إلا أنه إن ترك خوفا من الله تعالى كتبت له حسنة؛ لأن همه سيئة، وامتناعه عنها مجاهدة مع نفسه فتكون حسنة تزيد عليها، وإن تركها لعائق، أو فاتها ذلك لعدم الحصول كتبت عليه سيئة للعزم، والهمة الجازمة، والدليل القاطع على ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح المتفق على صحته: (إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل، والمقتول في النار) قيل: يا رسول الله فما بال المقتول؟ قال: (إنه كان حريصا على قتل صاحبه). وهذا صريح في أنه صار إلى النار، ووقع فيها بمجرد العزم، والنية، وإن مات ولم يعمل وقتل مظلوما، وكيف لا يؤاخذ بأعمال القلب الجازمة، والكبر، والعجب، والنفاق، والحسد، وغيرها من الأوصاف الذميمة يؤاخذ بها. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الإثم ما حاك في الصدر). وقال: "البر ما اطمئن إليه القلب، واطمأنت إليه النفس، والإثم ما حاك في نفسك، وتردد في صدرك، وإن أفتاك الناس) اهـ.

أقول: الاستدلال بالحديث الأخير فيه نظر؛ لأنه جعل الإثم عين ما تردد في الصدر، وتقدم أن ما لم يستقر لا يكون إثما، فمعنى الحديث أن ما تردد في الصدر أنه إثم، أو غير إثم ففعله إثم احتياطا، كما إذا تعارض دليل التحريم، والتحليل في شيء فيحرم. قيل: الحديث يدل على أن التجاوز المذكور خاصية هذه الأمة، وعلى التوجيه الذي نقله صاحب الأزهار من الروضة، والإحياء يلزم أنه يكون عاما لجميع الأمم؛ لأن ما لا يدخل تحت الاختيار لا يؤاخذ به شخص من الأشخاص لقوله تعالى: {لا يكلف الله نفسا إلا وسعها} [البقرة: 286] فالصواب ما قاله الطيبي من أن الوسوسة ضرورية، واختيارية، فالضرورية: ما يجري في الصدور من الخواطر ابتداء، ولا يقدر الإنسان على دفعه، فهو معفو عن جميع الأمم، والاختيارية: هي التي تجري في القلب، وتستمر، وهو يقصد، ويعمل به، ويتلذذ منه كما يجري في قلبه حب امرأة، ويدوم عليه، ويقصد الوصول إليها، وما أشبه ذلك من المعاصي، فهذا النوع عفا الله عن هذه الأمة خاصة تعظيما، وتكريما لنبينا عليه الصلاة والسلام، وأمته، وإليه ينظر قوله تعالى: {ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا} [البقرة: 286] وأما العقائد الفاسدة، ومساوئ الأخلاق، وما ينضم إلى ذلك فإنها بمعزل عن الدخول في جملة ما وسوست به الصدور اهـ.

وهو كلام حسن. ولهذا قيده النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: (ما لم تعمل، أو تتكلم) إشارة إلى أن وسوسة الأعمال، والأقوال معفوة قبل ارتكابها، وأما الوسوسة التي لا تعلق لها بالعمل، والكلام من الأخلاق، والعقائد فهي ذنوب بالاستقرار، وذكر الإمام النووي أن مذهب القاضي أبي بكر بن الطيب أن من عزم على المعصية، ووطن نفسه عليها أثم في اعتقاده، وعزمه، ويحمل ما وقع في أمثال قوله عليه الصلاة والسلام: (إذا هم عبدي بسيئة فلا تكتبوا عليه فإن عملها فاكتبوها سيئة) الحديث. فيمن لم يوطن نفسه على المعصية، وإنما مر ذلك بفكر من غير استقرار، ويسمى هذا هما، ويفرق بين الهم والعزم، وهذا مذهب القاضي أبي بكر."

(كتاب الإيمان، باب في الوسوسة، ج: 1، ص: 136، ط: دار الفكر)

مرعاۃ المفاتیح میں ہے:

"عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله ‌تجاوز ‌عن ‌أمتي ‌ما ‌وسوست ‌به ‌صدورها ما لم تعمل به أو تتكلم. متفق عليه.

وأما العقائد الفاسدة ومساوي الأخلاق وما ينضم إلى ذلك فإنها بمعزل عن الدخول في جملة ما وسوست به الصدور- انتهى. قال القاري: هو كلام حسن، ولذا قيده النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: "ما لم تعمل به أو تكلم" إشارة إلى أن وسوسة الأعمال والأقوال معفوة قبل ارتكابها. وأما الوسوسة التي لا تعلق لها بالعمل والكلام من الأخلاق والعقائد فهي ذنوب بالاستقرار - انتهى. وقال الحافظ في الفتح في شرح باب من هم بحسنة أو سيئة من الرقاق: قسم بعضهم ما يقع في النفس أقساما، أضعفها أن يخطر له ثم يذهب في الحال، وهذا من الوسوسة، وهو معفو عنها، وهو دون التردد، وفوقه أن يتردد فيه فيهم به ثم ينفر عنه فيتركه ثم يهم به ثم يترك كذلك ولا يستمر على قصده، وهذا هو التردد، فيعفي عنه أيضا. وفوقه أن يميل إليه ولا ينفر عنه لكن لا يصمم على فعله، وهذا هو الهم، فيعفي عنه أيضا. وفوقه أن يميل إليه ولا ينفر منه بل يصمم على فعله، فهذا هو العزم، وهو منتهى الهم، وهو على قسمين: الأول أن يكون من أعمال القلوب صرفا كالشك في الوحدانية أو النبوة، فهذا كفر، ويعاقب عليه جزما، ودونه المعصية التي لا تصل إلى الكفر كمن يحب ما يبغضه الله، ويبغض يحبه الله، فهذا يأثم به، ويلتحق بذلك الكبر والبغي ونحوهما."

(كتاب الإيمان، باب في الوسوسة، الفصل الأول، ج: 1، ص: 141، ط: إدارة البحوث العلمية والدعوة والإفتاء - الجامعة السلفية - بنارس الهند)

فقط والله أعلم


فتوی نمبر : 144606101973

دارالافتاء : جامعہ علوم اسلامیہ علامہ محمد یوسف بنوری ٹاؤن



تلاش

سوال پوچھیں

اگر آپ کا مطلوبہ سوال موجود نہیں تو اپنا سوال پوچھنے کے لیے نیچے کلک کریں، سوال بھیجنے کے بعد جواب کا انتظار کریں۔ سوالات کی کثرت کی وجہ سے کبھی جواب دینے میں پندرہ بیس دن کا وقت بھی لگ جاتا ہے۔

سوال پوچھیں